حمزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حمزه

منتدى
 
الرئيسيةالرئيسية  صفحة البدايهصفحة البدايه  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 خطبه من خطب الشيخ عبدالحميد كشك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
yehia7
Admin
Admin
yehia7


عدد الرسائل : 247
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 16/09/2008

خطبه من خطب الشيخ عبدالحميد كشك Empty
مُساهمةموضوع: خطبه من خطب الشيخ عبدالحميد كشك   خطبه من خطب الشيخ عبدالحميد كشك I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 24, 2008 2:01 pm

واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب .

كيف مس الشيطان نبي الله أيوب عليه السلام ، أجيب على هذا السؤال بما يلي : ولكي تكون الإجابة وافية جامعة مانعة ، ننتقل إلى بيت أيوب ، جئنا لزيارتك في بيتك ، أيوب جبل من جبال الصبر ، ظل مريضا 18 عاما ، لا يقوى على القيام من الأرض وكأن بينه وبين الأرض مغناطيسية شديدة الجذب ، وأنت مريض ، وقالت له زوجته ذات يوم : ألا تدعو الله تعالى أن يشفيك ؟ فيسألها أيوب : يا زوجتي ، كم سنة مضت علي وأنا صحيح الجسم ؟ فتقول له : 70 عاما ، فيقول لها : فكم سنة مضت علي وأنا مريض ؟ فتقول : 18 عاما ، فيقول لها : أستحي من الله أن أسأله الشفاء قبل أن يمر علي سبعون عاما وأنا مريض كما مر علي سبعون وأنا صحيح !! . لو كان البلاء في المال لهان الخطب ، والدنيا إذا حلت أوحلت ، وإذا كست أوكست ، وإذا أينعت نعت ، وإذا أوجفت جفت ، وكم من ملك رفعت له علامات ، لو كانت المسألة بلاء في المال لهان الخطب ،

بلاء أيوب كان في ثلاثة أشياء : في صحته فلزم الفراش ، وكان في ماله ففقد المال كله ، وكان في أولاده فماتت أولاده أجمعون .

ومع كل هذا وذاك كان يقول لرب العزة : اللهم ابتلني بما شئت في جسمي ، ولا تجعل البلاء يتسرب إلى لساني حتى أظل أقول : لا إله إلا الله !!

ومع ذلك جاءت له زوجته ذات يوم بكسرة من الخبز ليأكلها فسألها أيوب : من أين أتيت بهذا الخبز ؟ يسألها وهو الفقير الذي لا يملك من حطاب الدنيا شيئا بعد أن كان ذا مال وثراء ، ولكن فقره لم يمنعه أن يسأل عن مصدر رغيف من العيش ، أمن الحلال هو أم من الحرام ، فتقول له الصابرة زوجته : كنت عند الجيران ، وكان عندهم طفل طلب هذا الرغيف لكنه نام ونسي أن يأكله قبل أن ينام ، فقال لي أهل الغلام : خذي هذا الرغيف إلى أيوب فإن الطفل قد نام . فقال أيوب : ارجعي الرغيف إلى الطفل ، فربما قام من النوم فسأل عنه فلم يجده فيـحزن . ويضيق صدرها بقول أيوب : أأرجع برغيف عيش جاء من عند ناس برضاهم، أأرجع وماذا أقول لهم ، لكنها ينبغي عليها أن تلبي الأمر ، وترجع بالرغيف إلى أصحابه ، فيسألونها : لم رجعت به ، فقالت ما قال أيوب . فبينما هي تتكلم مع أصحاب الرغيف إذ استيقظ الغلام وسأل عن الرغيف وبكى فلما رآه كف عن البكاء . قالوا : يرحم الله تعالى أيــوب .

إن أحد الصالحين مات ، فرآه صاحبه في الممات بعد موته ، فقال له : ماذا فعل الله بك يا أخي ، فقال : سألني عن شيء لم يكن يخطر لي على بال ، قال : فعن أي شيء سألك ربك ، قال : بينما أنا في الدنيا أسير في طريق زراعي بين حقلين مزروعين بالقمح إذ رأيت سنبلة من القمح فرميتها في الحقل الذي على يميني ، فسألني عنها ربي لم رميتها في الحقل الذي على اليمين ، وما أدراك أنها ملك الذي على اليمين وليست ملك الذي على الشمال !!!

كانت رابعة وهي بنت ست ، جالسة مع أهلها فجاء الطعام ،فلم تأكل ، فسألها أبوها : يا رابعة ، ما ضر لو شاركتنا طعامنا ، فقالت يا أبت : لا آكل حتى أعرف أمن الحلال هو أم من الحرام ، فقال لها : عجبت لك يا رابعة ، وإذا كان من الحرام فلم نجد إلا هو ، فما عساك أن تكوني فاعلة ؟ فقالت الطفلة : يا أبتاه ، أصبر على جوع الدنيا خير من أصبر على عذاب النار يوم القيامة . ولقد كانت هذه وصية كل زوجة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم . كانت الزوجة تقول لزوجها أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا فلان اتق الله ولا تأكل حراما !! إننا نستطيع أن نصبر على الجوع في الدنيا ، ولكن لا نصبر على عذاب الله تعالى يوم القيامة . فإذا عاد الزوج آخر يومه ، سألته سؤالين : السؤال الأول : كم نزل من القرآن الكريم ؟ والسؤال الثاني : كم حفظت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فإذا أخذ الرجل مضجعه لينام ، توضأت وهيأت له نفسها ، وبأدب تقول له : ألك حاجة إلي ، فإن لم تكن له حاجة فتقول له : أتأذن أن أقوم الليل فأصلي بين يدي الله رب العالمين !!!

فتعالوا إلى نساء العصر ، كيف يرهقن الأزواج من أمرهم عسرا ، وكيف تعير زوجها بالفقر إذا افتقر وبالمرض إذا مرض ، إذا شاب شعر المرء أو قل ماله فليس له في ودهن نصيب .

أما نبي الله أيوب ، الذي ضرب لنا أروع الأمثلة في الصبر على المرض ، والصبر على فقد المال والولد ، فإن يسأل ذات يوم : يا أيوب ، أي شيء كنت تشكو وأنت مريض ، فيقول النبي : كنت أشكو شيئا واحدا هو : شماتة الأعداء . يقول تعالى : وعزتي وجلالي لا أخرج عبدا من الدنيا ، وأحب أن أرحمه ، حتى أوفيه بكل سيئة كان يعملها ، سقما في جسده ، أو إقتارا في رزقه ، أو مصيبة في ماله أو ولده ، حتى أبلغ منه مثاقيل الذر ، فإذا بقيت له سيئة بعد ذلك شددت عليه سكرات الموت ، حتى يلقاني كيوم ولدته أمه .

ويقول تعالى : إذا ابتليت عبدي ببلاء في نفسه ، أو ماله أو ولده ، واستقبل ذلك بصبر جميل ، استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا ، أو أنشر له ديوانا ، وأدخله الجنة بغير حساب .

يقول تعالى لجبريل : ما جزاء عبدي إذا أخذت منه عينيه ، قال جبريل : الله أعلم ، قال تعالى : إذا فقد عبدي بصره ، لم أجد له جزاء إلا النظر إلى وجهي والجوار في دار رحمتي.

كيف مس الشيطان أيوب بنصب وعذاب ، نصب : تعب نفساني ، وعذاب ترتب على التعب النفسي . كان الشيطان يوسوس لأيوب من بعيد ، ويقول له : يا أيوب ، لو كنت نبيا حقا أكان ربك يبتليك بهذا البلاء ؟ إبليس يرسل ذبذباته ، وموجات إبليس عاملة طويلها وقصيرها ومتوسطها . فيجيبه أيوب بقوله : والله يا إبليس ، لو علمت النعمة التي أنعم الله بها علي لحسدتني عليها ، فما هي هذه النعمة ، إنها المملكة التي لخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن هذه النعمة هي المملكة التي تكاد تناطح السحاب ، وتزاحم الشمس في الجلال ، إنها المملكة العالية الرفيعة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : وارض بما قسم الله لك تكن أغنى النـاس . إنها مملكة الرضا ، وأمام الرضا تهون الدنيا ، ويهون البلاء ، وتزول الجبال ، ويطمئن القلب ، وتخشع النفس ، وتعز النفوس ، ويمد الإنسان يمده فيمسك بالسماء . إذا فمس الشيطان لأيوب لم يكن مسا بيد أو برجل ، وإنما كان مسا بالوساوس وكفى بها مصيبة .

( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )

فقال أيوب وقتها حتى لا يشمت الشيطان فيه ، قال لله تعالى : مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، ولم يقل له : مسني الضر فاشكني ، استحى أن يسأل الله شيئا ، لم يقل له : طال بي الزمان وضاق الصدر ، أهذه معاملة تعامل بها أحد أنبيائك ، إنما بكل خلق رفيع : مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . فماذا كان الجواب ، إنه طلب الشفاء من قيادة عليا أمرها بالكاف والنون . لم يقل له مولانا : يحول إلى مستشفى المعادي ، إنما قال له مولانا : " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر " . الفاء والفاء ، لم يقل : ثم استجبنا ، ولم يقل : واستجبنا ، إنما قال : فاستجبنا ، فالفاء للتركيب والتعقيد ، والواو لمطلق الجمع ، وثم للترتيب والتراخي ، الواو تعطف على المعطوف عليه الأول ، وثم والفاء تعطفان على ما قبلهما مباشرة ، استجبنا فكشفنا ، فاء وفاء . لأن الله تعالى ليس في حاجة إلى أطباء يعالجون أيوب ، فإن الله هو الذي إذا مرضت فهو يشفين . قال : فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ، وضر هنا نكرة تفيد الشمول والشنوع ، أي كشفنا كل ما به من ضر . حتى المال والأولاد . فالله تعالى وهبه أولاده ومثل عددهم ، والله تعالى شفاه بطريقة تدعو إلى تنـزيه الله وقدرته . اسمعوا كيف شفى الله أيوب ، وهو الذي ظل ملازما للفراش 18 عاما .

( اركض برجلك ) لم يقل له اذهب إلى أحد المستشفيات ، ولم يقل له اذهب إلى طبيب في الروماتيزم . إن أيوب كان مصابا بآلام حادة في المفاصل ، إنما قال له : إن الدواء تحت رجـلك ، لا تكلف نفسك أن تمد يدك . حرك رجلك ، فحركها أيوب ، فنبعت عين ماء تحت رجله ، فقال الله تعالى : هذا مغتسل بارد وشراب ، اغتسل من هذا الماء حتى يزول الألم عن جسمك ، واشرب من هذا الماء ليزول الألم من داخل جوفك !!

كان الإمام عبد الله بن عباس بعدما فقد البصر : إن أذهب الله من عيني نورها ، ففي فؤادي وعقلي منهما نور ، عقلي ذكي وقلبي ما حوى دخلا ، وفي فمي صارم كالسيف.

إن أيوب حلف على زوجته وقد أرسلها لقضاء شيء فتأخرت ، فأقسم أيوب أن يضرب زوجته 100 عصا ، مريض والناس قد انفضوا من حوله ، فلا صديق ولا رفيق ، ولا جليس ولا أنيس ، وهذا حال الدنيا . وزوجته الصابرة ، التي صبرت 18 عاما ، ما قالت له أف ، وما أخرت له طلب ، ما أفشت له سرا ، ولا خالفت له سرا ، فماذا يدافع عنها جبار السماوات والأرض ، يقول لأيوب : ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ) هات مئة من سيقان القمح ، واحزمها حزمة واحدة ، واضرب بهذه الحزمة زوجتك مرة واحدة ، فكأنك ضربت باليمين ، والذي يبيح لك هذا هو الذي حلفت به هو الله رب العالمين . لماذا كل هذا ، اسمع إلى تقرير علام الغيوب وهو يستخرج صحيفة أيوب فيقول : إنا وجدناه صابرا ، نعم العبد إنه أواب . وجاءت زوجة أيوب ، وكانت في قضاء حوائجها ، جاءت بعدما شفا الله أيوب بهذا الماء الذي اغتسل منه وشرب ، فرأت رجلا موفور الصحة ، تتألق علامات الرضا على وجهه ، ليس به مرض ولا كرب ، وكأنه لبس تاج الصحة ، وكأنه أعيد إلى زهرة الشباب ، فقالت زوجته لهذا الرجل : يا أخانا ، ألا تعلم أين ذهب أيوب الذي كان يجلس في هذا المكان ؟ سبحان الله . فقال لها : أنا أيـوب .

والله لو اصطلحنا مع الله تعالى ، لقال الله فينا : لفتحنا عليهم بركات من السماوات والأرض . إن مصر ابتليت بثلاث مصائب : المصيبة الأولى : سياسية ، والمصيبة الثانية : اقتصادية ، والمصيبة الثالثة : أخلاقية . سياسيا عندما أقامت الاتحاد الاشتراكي ، وأصيبت اقتصاديا عندما أصيبت في القطاع العام ، وأصيبت أخلاقيا عندما نادت بالصنم الذي يسمى الاشتراكية ، ومن هنا دارت الأمور في غير مسارها ، وأخذنا نفكر كيف نصلح ، وكلما عرضت مشكلة أمام المصلحين لم يجدوا لها حلا . مشاكل الحياة المختلفة ، يجتمعون ويحتسون أقداح الشاي والقهوة ، ثم ينفض الاجتماع إلى لا شيء ، وأصبح مثلنا في حل المشاكل كمثل أستاذ طلب من تلميذه أن يحل هذه المسألة في الحساب ، وها هي المسألة ، قطار به عشر عربات ، في كل عربة 50 راكبا ، والمطلوب : ما عمر سائق القطار ، وكم كيلومترا يقطع في الساعة الواحدة . لا صلة بين المسألة وبين مطلوبها .

هذه مشاكلنا لأننا لم نتعاون على البر والتقوى ، ليس في القلوب رحمة ، ولا رضا ، ولا توجيه إلى الله تعالى ، ولقد عجبنا لهذا الخبر : أحد الفلاحين في إحدى القرى تزوج بفتاة ، وبعد أن دخل بها بثلاثة أشهر ، شعرت بآلام في بطنها ، فلما ذهب بها إلى الطبيب ، قال له الطبيب : بم تسم المولود ؟ أي مولود هذا ...



رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة القمر
الجانب الثالث من جوانب القصة ، جانب العبرة ، جانب الموعظة .

( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون )

سورة من سور القرآن الكريم ، اشتملت على 6 قصص ، نوح وهود وصالح ولوط وموسى وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم . وبدأت السورة نفسها بخطاب وحديث عن سيد الأنبياء .

( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر )

الساعة هي القيامة ، هل اقتربت ؟ نعم لأن خاتم الأنبياء قد بعث . فبعثة النبي صلى الله عليه وسلم دليل على أن الساعة قد اقتربت ، كيف ذلك ؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين ، وأشار بأصبعيه ، ثم قال : إن كادت لتسبقني ) يعني أوشكت الساعة أن تسبق بعثة الحبيب ، من شدة قربها ، إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم ، والشمس تودع الكون وتذهب إلى دورانها في فلكها ، أوشكت الشمس أن تغيب ، قال لأصحابه : ما بقي من دنياكم هذه إلا كما بقي من هذا النهار .

" أتى أمر الله فلا تستعجلوه " وأمر الله هو القيامة ، وكيف أتى ، مع أن الساعة لم تقم بعد ، الله سبحانه وتعالى عبر عن المستقبل بالماضي ، فلم يقل " سيأتي أمر الله " ولكن قال " أتى أمر الله " لأن وعد الله حق ، فكأنه قد أتى وتحقق ، والله لا يخلف الميعاد .

اجتمع أهل مكة حول الحبيب المصطفى ، وقالوا له : يا محمد ، إن كنت نبيا صدقا ورسولا حقا فأظهر لنا آية ، فقال الحبيب : فماذا تطلبون ؟ قالوا : نريد أن نرى القمر منشقا ليلة التمام . وجاءت ليلة التمام واكتمل البدر ، وسأل الحبيب ربه أن يريهم القمر منشقة ، فرأوا القمر منشقا نصفين ، فقالوا : لا نصدقك حتى نسأل المسافرين الذين سيأتون إلى مكة ، هل رأوا مثلما رأينا ، أم أنت سحرت عيوننا ؟ وجاء المسافرون القادمون إلى مكة ، والتقى الفريقان ، فريق مكة وفريق المسافرين ، وقبل أن يتكلم أهل مكة مع المسافرين قال لهم المسافرون : لقد رأينا عجبا ليلة كان القمر بدرا ، رأيناه منشقا نصفين ، أوما رأيتموه يا أهل مكة ؟ فقال أهل مكة : إن محمدا بلغ سحره السماء والأرض . هل سحر عيونكم كما سحر عيوننا ؟ إنها الكبرياء ،

" إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم "

" ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ، حكمة بالغة فما تغني النذر ، فتول عنهم "

أعرض يا محمد عن هؤلاء المكذبين . اصفح الصفح الجميل ، واصبر الصبر الجميل ، هجرك جميل وصبرك جميل وصفحك جميل .

" يوم يدع الداع إلى شيء نكر "

شيء نكر ، شيء عجيب ، يذهل العقول والأبدان ، والداعي هو نافخ الصور ، هو إسرافيل ، ولذلك لما دخل الحسن البصري رضي الله عنه ، على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز – عليه سحائب الرحمة – قال له الأمير : عظني يا حسن .. صلة العالم بالأمير صلة الناصح ابتغاء رضاء الحاكم ، والحاكم يصغي ، كلنا سنموت والنفاق رخيص . العالم والأمير ، العالم ينصح والأمير يستجيب ، فقال له الحسن : يا أمير المؤمنين ، صم عن الدنيا وأفطر على الموت ، وأعد العدة لليلة سطحها يوم القيامة . ليلة لن يؤذن الفجر فيها ليلة تبدأ بالموت ، والقيامة قيامتان صغرى وكبرى ، تبدأ الصغرى بالموت ، وتنتهي الصغرى بالنفخ في الصور ، عندما يناد المنادي من مكان قريب ، أيتها العظام النخرة ، أيتها اللحوم المتناثرة ، قومي لفصل القضاء بين يدي الله رب العالمين ، إن هذه الليلة لا يؤذن فيها الفجر ، لأن الأذان قد انتهى ، والصلاة قد انتهت ، فمن صلى فقد صلى ، ومن لم يصل يحاول يوم القيامة أن يسجد لله سجدة واحدة ، فلا يطاوعه ذلك ، إنما يتصلب ظهره كأنه الحديد .

" يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وأنتم سالمون "

فات أوان السجود ، إن اليوم هو يوم القيامة ، لا صلاة ولا سجود . هؤلاء تعلوهم كآبة، والله الذي لا إله إلا هو لقد جاءتني يوم الأربعاء سيدة مسلمة تسأل ، تقول لزوجها : صل ، فقال لها : ولمن أصل ؟ قالت له : ألم تسمع قوله تعالى : " وأقيموا الصلاة " ؟ فقال لها : إن هذا القرآن لا أصدق أنه من عند الله .. وجاءت السيدة تسأل : أيحل لها أن تعاشره ؟ إنه مرتد عن دين الله تعالى ، القرآن يشك أنه من قبل الله تعالى ، الدليل على أنه من عند الله تعالى أن الله قال : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " وأنه صدق كله ، ما كذب أبدا ، والدليل أيضا أنه أخبرنا عما سيحدث في المستقبل : " الم ، غلبت الروم ، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " . والدليل أيضا أنه نزل على أمي لا يقرأ ولا يكتب ، ومع ذلك أخبره بالحقائق العلمية التي لم يكتشفها العالم إلا في القرن العشرين ،

" ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء "

والدليل أيضا أنه من عند الله تعالى أنه ذكر حقائق الجنين في بطون الأمهات ،

هل ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جامعات أوروبا ، هل علم النبي صلى الله عليه وسلم ما يجري في بطون الأمهات ، فالذي علمه هو علام الغيوب ، وحدوا الواحـد

الأمة في حاجة إلى تعليم كتاب ربهم ، حكامنا شغلونا عن الله تعالى ، شغلونا بالمسرحيات والمباريـات ، والأفلام ، والمسلسلات ، شغلوا الناس عن رب الناس ، شغلوا الناس عن ملك الناس ، شغلوا الناس عن إله الناس ، رجل مسلم يقول لزوجته : لمن أصل ؟؟؟ تصل للذي خلقك فسواك فعدلك ، تصل للذي في أي صورة ما شاء ركبك ، تصلي للذي من الطين خلقك فسواك ، وأجرى عليك رزقه فلا نسيك يوما ولم ينساك ، تصلي للذي خلقك من ماء مهين ، فجعله في قرار مكين ، إلى قدر معلوم ، فقد فنعم القادرون ، فنعم القادرون ، كفر بالله تعالى ، وحياتها معه حرام ، لأنه لا يجوز للكافر أن يتزوج بالمسلمة . وعليه أن يستتاب ، فإن تاب فبها ، وإن لم يتب فعلى حاكم المسلمين أن يقيم عليه حد الله تعالى . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فاقتلوه " .

يخرجون من الأجداث ، من القبور ، كأنهم جراد منتشر ، مهطعين إلى الداعي مسرعين إلى نداء المنادي ، يقول الكافرون هذا يوم عسر ..

ما مقدار هذا اليوم العسر ، ومتى يبدأ ومتى ينتهي . أما مقداره : " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة * فاصبر صبرا جميلا * إنهم يرونه بعيدا * ونراه قريبا "

إن الأم تلقى ولدها في ساحة المحشر ، فتقول له يا بني : لقد كان بطني لك وعاء ، وكان حجري لك غطاء ، وكان ثديي لك سقاء ، أمعك حسنة يعود علي خيرها اليوم ؟ فيقول لها ولدها : يا أماه ، ليتني أستطيع ذلك ، إنني أشكو مما منه تشكين . ويلقى الولد والده ، فيقول يا أبتاه : لقد كنت بك برا ، وإليك محسنا ، وعليك مشفقا ، أمعك حسنة يعود علي خيرها اليوم ؟ فيقول له أبوه : يا بني ، ليتني أستطيع ذلك ، إنني أشكو مما منه تشكي

( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى )

مثقلة ، نفس مثقلة ، نفس في شهرها التاسع ، امرأة حاملة في شهرها التاسع ، تعاني من الحمل ما تعاني ، هل يستطيع أحد غيرها أن يحمل عنها حاملها ، هل تستطيع أنثى غيرها أن تحمل عنها حملها وتأخذ ما في بطنها ؟ كذلك القيامة .

( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها )

هذا اليوم يبدأ من النفخة الأولى ، يموت العباد جميعا بعد النفخة الأولى ، تمضي أربعون عاما ، ثم ينفخ إسرافيل النفخة الثانية ، وتبدأ القيامة من النفخة الثانية ، وتستمر هذه اللحظة خمسين ألف سنة . تمر على العصاة ثقيلة ، عندما تأتي السماء بدخان مبين ، تشوى فيه رؤوس العصاة ، أما المؤمنون الصادقون فتمر عليهم الخمسون ألف سنة كأن أحدهم يصلي ركعتين لله رب العالمين ... وينتهي هذا اليوم بدخول أهل الجنة الجنة ، وبدخول أهل النار النار ، ينادي مناد بين الجنة والنار : يا أهل الجنة ، خلود بلا موت ، ويا أهل النار ، خلود بلا موت . اللهم اجعلها لنا جنة ونعـيما .

زاغت الأبصار ، وارتجفت القلوب ، أراني وكأني أسمع نداء الملك لمن الملك اليوم ؟؟ عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو ظلوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا أموت ، لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yehia7.yoo7.com
 
خطبه من خطب الشيخ عبدالحميد كشك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حمزه  :: المنتدى الاسلامى :: قسم الدروس والخطب-
انتقل الى: